دور الايميل ماركتينغ في تعزيز العلاقات طويلة الأمد مع العملاء

لنتكلم بصراحة
الايميل ماركتينغ ليس عبارة عن قائمة ترسل لها كل يوم عرض وتنطر المبيعات تنهال.
الايميل ماركتينغ اليوم صار فن من نوع خاص. فن إنك تعرف كيف تحكي مع عميلك، تحس فيه وتخليه لما يشوف اسمك في الايميل يبتسم، مش يمسك الماوس ويعمل حذف.

اليوم رح أحكي لك عن كيف تبني علاقة حقيقية وطويلة الأمد مع عميلك باستخدام الايميل.
مش حملة إعلانية ولا عرض مؤقت علاقة تشبه الصداقة، بس على مستوى البزنس.

وسوف نمر مع بعض بخطوات عملية، واضحة، تقدر تطبقها مباشرة.

من التخطيط لحد التنفيذ، من أول رسالة ترحيب لآخر إيميل بترسله وهو عميلك المخلص.

خلينا نبدأ من الأساس

المحور الأول: افهم عميلك قبل ما تحكي معه.

قبل ما تبني أي علاقة، لازم تعرف من الطرف الثاني. نفس الشيء بالبزنس.
قبل ما تبعث إيميل، اسأل حالك:
من هذا الشخص اللي اشترك بقائمتي؟ ماذا يريد؟ وما هي مشكلاته؟

هاي الأسئلة ليس فلسفة بل بوابة الثقة.

أدوات عملية تساعدك تفهم عميلك:

# استبيان صغير عند الاشتراك.

# تتبع السلوك داخل الايميل
معظم أدوات الايميل ماركتينغ بتعطيك تحليلات واضحة:

  1. ما الايميلات اللي فتحها؟
  2. أي روابط نقر عليها؟
  3. كم مرة فتح نفس الرسالة؟

# التفاعل مع المحتوى
مرات يكون أفضل تحليل هو: من اللي رد عليك؟
اجعل بعض الايميلات مفتوحة للتفاعل واسأله سؤال ببساطة، مثل حاب أعرف رأيك، جاوبني بهذا الايميل.

لماذا هذه الخطوة مهمة؟

لأنها تجعلك تحكي معه بلغة هو يفهمها.
وإذا بدك توصل لقلبه، لازم تبدأ من اللغة التي تصل فيها لعقله أولاً.

وبالتالي، بدل ما تبعث له عرض لا يهمه، ابعث له حل لمشكلة يعاني منها.
هنا يبدأ بالشعور بوجود علاقة بينكما.

المحور الثاني: أول سلسلة ايميلات.

أول رسالة بعد الاشتراك؟ هذه لحظة ذهبية. اما تكسب فيها انتباهه، أو تذهب إلى السبام .
كثير مدربين يبدؤون بالعرض مباشرة: اشتر الكورس أو احجز الاستشارة.
بس ممكن أسألك: لو واحد دخل عندك على مكتبك وقالك السلام عليكم، بترد عليه بـ بدك تشتري شيء؟

أكيد لا بتعرف عليه وبتجلس معه شوي وبتحكي عن حالك.

نفس الشيء بالايميل.

كيف تكون أول سلسلة إنسانية ومبنية على الثقة؟

الايميل الأول: ترحيب دافئ + قصتك
احكي له لماذا بدأت وما هو هدفك وماذا تقدم.

الايميل الثاني: مشكلة العميل + لمحة من الحل
احكي عن مشكلة بيعاني منها جمهورك، واظهر إنك فاهمه.

الايميل الثالث: قصة نجاح من عندك
قصة حقيقية من واحد اشتغل معك وتغير حاله.

الايميل الرابع: محتوى مجاني قيم
أعطيه جزء من خبرتك بدون ما يدفع.

الايميل الخامس: عرض بسيط بتواضع
ذا بدك تعرض خدمة أو كورس، اعملها بهدوء وبقلب مفتوح.

المحور الثالث: قسم قائمتك مثل ما بتقسم جمهورك في غرفة تدريب

تخيل تكون واقف أمام جمهور فيه مبتدئ وخبير وكلهم يسمعوا نفس الجملة.
بتخسر الاثنين.

نفس الشيء في الايميلات.

يعني لازم تقسم قائمتك حسب:

  1. الاهتمامات: واحد مهتم ببيع كورسات، والثاني ببناء البراند الشخصي.
  2. السلوك: مين فتح الايميلات؟ مين نقر؟ مين ما تفاعل؟
  3. المستوى: مبتدئ، متوسط، خبير.

فائدة التقسيم؟

الايميل يذهب لمن يحتاجه فعلاً، وبالتالي بكون معدل الفتح أعلى والتفاعل أقوى والعلاقة أعمق.

المحور الرابع: العنوان هو البوابة اجعله يشعر إنك تتحدث معه.

العنوان ليس فن بلاغي بل هو مفتاح الدخول.
لما يكون العنوان بارد أو مبهم، العميل يمر عليه كما ما بمر على الإعلانات التي لا بتحرك فيه شيء.

كيف تكتب عنوان فعال؟

  1. كون صادق ومباشر.
  2. استخدم الفضول.
  3. اضرب على الوتر الحساس بمعنى نقاط الألم.

أمثلة من الواقع:

ماذا حدث عندما توقفت ارسال ايميلات عشوائية؟

كيف زاد مدرب دخله ٣ أضعاف بدون إعلانات؟

المحور الخامس: التخصيص مهم

الايميل لما تشعر إنه مكتوب لك تتفاعل معه بشكل أكبر.

ماذا يعني التخصيص الحقيقي؟

بدل ما تكتب:
هل تواجه مشاكل في التسويق؟
اكتب:
إذا عندك كورس ممتاز ولكن لا تعرف كيف تبيعه.

بدل ما ترسل نفس المحتوى للجميع، غير حسب اهتمامه.

اعتمد على بياناته وسلوكه: مر أسبوعين من اشتراكك أساله ما أكثر إيميل أثر فيك.

المحور السادس: الأتمتة الذكية.

تريد بناء علاقة بدون ما تستهلك وقتك كل يوم؟

اعمل automation مرن، يكون فيه:

  1. رحلة ترحيب
  2. محتوى تفاعلي
  3. عروض حسب التفاعل

هيك بتبني علاقة عميقة، وكأنك تحكي معه شخصياً.

المحور السابع: اجعل معدل فتح أعلى.

تحسين معدل الفتح ليس من خلال عنوان الايميل.
هو نتيجة إنك تبني علاقة مستمرة، وتجعل القارئ ينتظر ايميلك.

خطوات فعالة:

  1. أرسل ايميلات منتظمة وليس موسمية.
  2. اعطي قيمة حتى لو ما عندك عرض.
  3. حلل الأوقات التي يفتح فيها جمهورك، وعدل التوقيت.
  4. اختبر العناوين دائماً.

مثال واقعي

مدرب أعرفه كان يرسل ايميلات بس وقت إطلاق الكورس.
نسبة الفتح كانت 9%.
لما بدأ يرسل كل أسبوع محتوى تعليمي بسيط، ارتفعت النسبة لـ 32% خلال شهرين.

المحور الثامن: راقب وعدل وكرر لا يوجد وصفة سحرية.

إيميل ماركتينغ بدون تحليل؟ مثل مدرب يعطي تمرين ولا ينظر للنتيجة.
لازم تراقب وتحلل وتعدل.

أهم الأرقام عليك متابعها:

  1. معدل الفتح (Open Rate)
  2. معدل النقر (Click Rate)
  3. معدل التحويل (Conversion Rate)
  4. معدل إلغاء الاشتراك

ماذا تعمل لو الأرقام ضعيفة؟

  1. العنوان غير جذاب؟ جرب أسلوب مختلف.
  2. الناس لا تنقر على الرابط؟ يمكن الـ CTA غير واضح.
  3. نسبة الانسحاب عالية؟ يمكن الايميلات مزعجة أو غير مفيدة.


المحور التاسع: العلاقة لا تنتهي بعد البيع.

كثير من الناس تفكر إنه بعد ما يشتري العميل، انتهى دوره.
ولكن هنا فعلياً، يبدأ وقتك الحقيقي معه.

ابعث له:

  1. ايميلات متابعة.
  2. محتوى يساعده في تطبيق الذي اشتراه.
  3. قصص تحفزه يكمل. مشواره.
  4. حتى لو ما اشترى، أبقي دائماً حاضر بدون ما تلح.

هكذا تكون حاضر في وعيه، وتكون أول اسم يخطر في باله لما يحتاج خدمة أو كورس.

ابدأ اليوم حتى بايميل واحد

ما في داعي تعمل كل الخطوات دفعة وحدة.
ابدأ بايميل واحد ترحيبي وإنساني وصادق.

واسأل نفسك:
كيف اجعل الشخص الذي قرأ الايميل، يبتسم ويحس إني فاهمه.

من هنا تبدأ الرحلة.

وإذا بدك مساعدة تبني أو تراجع أول سلسلة ايميلات، راسلني.
لأنه دايماً من السهل بناء العلاقة مع المهتمين لما يكون معك شخص فاهمك وفاهم جمهورك.